نشأة ليسيه الحرية

نشأة ليسيه الحرية بالإسكندرية

إن نشأة ليسيه الحرية بالإسكندرية كانت وليدة فكرة مجموعة من الأباء المهتمين فى ذلك الوقت بوجود مؤسسة تعليمية تتوافق ورغباتهم وطموحاتهم وترجع المبادرة للقنصل الفرنسي بالإسكندرية الذى اجتمع فى 1907 مع نواب الأمة فى ذلك الوقت والسابقين منهم مطالباً إياهم بإيجاد وسيلة لإنشاء ما يسمى مدرسة ثانوية ولتكون مؤسسة فردية علمانية للتعليم الثانوي.

 لا شك أنه كان هناك فى ذلك الميناء المصرى الكبير فجوة تحديداً فى التعليم الثانوي.

ولكن فى الواقع كانت هذه المرحلة الدراسية تهم العائلات تحديداً لسببين :

أولهما : أن أولياء الأمور كانت تتضجر من تأثير المدارس الكنائسية لأن هذا التأثير كان يتعارض مع سلطة ولى الامر على أبنائه .

ثانياً : كان سكان الإسكندرية فى هذه الفترة يولون للنجاح ولشهادة البكالوريا إهتماماً كبيراً مما ترتب عليه إنشاء المدرسة من المرحلة الثانوية إلى ما دونها من مراحل تعليمية فكان نوعاً من الإمتداد المعكوس .

لذلك تقرر إنشاء مدرسة فرنسية تؤسس على غرار المؤسسات الثانوية الموجودة فى فرنسا مع تكيفها لتلائم إحتياجات المجتمع السكندري .

فألغيت الدراسات التقليدية وأنشىء قسم علوم لغات ، وتكونت جمعية أفرادها عدد من أولياء الأمور ورشحت البعثة العلمانية " شارل أوبان " مدرس فلسفة لتنظيم وإدارة المؤسسة الجديدة فى الإسكندرية . .

وفتحت ليسيه الإسكندرية أبوابها فى الحادى عشر من أكتوبر 1909 فأنشأ أوبان مدير المدرسة فصلين ضما طلاب متقدمين فى  العمر عن السن الطبيعي لهذه المرحلة للوصول بهم للبكالوريا ، فكان هناك فصل لدراسة اللغة الفرنسية والتاريخ والجغرافيا والرياضيات بالإضافة لمادة المحاسبة ، وفصل أخر للطلاب ضعاف المستوى فى اللغة الفرنسية ويشمل تعليمهم اللغة الإنجليزية والعربية والفرنسية بالتأكيد .

ضمت المدرسة خمسة أنواع مجتمعية : هم اليونانيون والإسرائيليون  والسوريون والمصريون و الأرمن .

فى 30 سبتمبر 1910 أخذت البعثة العلمانية  على عاتقها كل ما يتعلق بالمدرسة الجديدة من شراء اثاث مدرسي وإيجار وفتحت قسماً للبنات بدأ بأربعون طالبة .

مع تزايد الأعداد فى العام الدراسي 1911 بدأ المدير " أوبان "  بمبادرتين أولهما :

- إنشاء قسم تجارى خاضع لوزارة التجارة الفرنسية .

- إعطاء أهمية للغات الأجنبية وإنشاء دبلومة متخصصة فى ذلك.

العام الدراسي 1912شهد أكبر نجاح لهذه المدرسة خصوصاً لقسم البنات الذى شهد تزايدا ملموساً فى الأعداد ، ولكن فى هذا العام حدثت مشاكل كادت تهدد وجود المدرسة منها بعض المعلومات التى إحتواها منهج الجغرافيا المستخدم فى مدرسة البنات والتى أغضبت المستعمر البريطاني ، وعقب هذه المشكلة حدثت أزمة مادية اصابت مصر فقلت الأعداد مرة أخرى فى المدرسة ثم إستغنت البعثة العلمانية عن " أوبان " مدير المدرسة واستبدلته بمدير مؤقت إستطاع أن ينقذ الموقف ويستعيد الطلبة المفقودين .

كانت الإسكندرية تواجه نفس المشاكل التى تواجهها البعثة العلمانية فى الخارج فكان لإيجاد مقر لمدرسة الليسيه هو شغلها الشاغل ، لفقد بات المقر الأول غير كاف للأعداد المتزايدة .

ظل لشهور الأمر يتعلق على الإقامة  العمارة التى سوف تتركها السفارة الفرنية ولكن الامر طال فما كان من البعثة إلا البحث الدؤوب عن أرض فضاء للبناء عليها وقررت أخيراً البعثة بعد مفاوضات تابعتها يوم بيوم وزارة الخارجية الفرنسية قبول أرض الشاطبي المهداه  من بلدية مدينة الإسكندرية .

وكان وضع حجر الأاساس للمقر النهائي فى 11 أغسطس 1913 وكان على مدير المدرسة مراقبة الأعمال وإيجاد حلول للمشاكل وكان من تلك المشاكل ما فرضه أولياء الأمور من فصل مدرة البنات عن البنين فبنى المبنى على هذه المبدأ الجناح الأيمن للبنات والجناح الأيسر للبنين  والوسط للإدارة

فى 1914 اكتمل هذا العمل العظيم وكان اطراء الصحافة الناطقة بالفرنسية على معامل المدرسة يدرجها ضمن الاساطير .

واصبحت مدرسة الليسيه الجديدة مستعدة للعام الدراسي 1914 ولكن المناخ والعام      بمشاكله ازهق المدير فعاد إلى فرنسا واستبدلته البعثة العلمانية ب " مارسيل فور: الذى كان يعمل مدرساً بالمدرسة ليكون اول مدير للمدرسة فى مبناها الجديد وشهد له بالتفانى فى العمل والكفاءة .